هيمنة برشلونة

الأرقام لا تكذب

في العصر الذهبي لبيب جوارديولا وخلفائه في برشلونة (2009–2018)، يبرز رقم واحد كشعاع خارق: سجلهم ضد أفضل خمس فرق في الليغا لم يكن مجرد ناجح، بل استثنائي. من أصل 72 مباراة، خسروا فقط ست مرات — نسبة هزيمة أقل من 8٪. هذا ليس جيدًا فحسب، بل هو تماسك على مستوى عالٍ.

بالمقارنة، واجه ريال مدريد نفس المجموعة خلال تلك الفترة وأحرز فقط 34 فوزًا — نصف عدد برشلونة — وخسر 20 مباراة. معدل فوزه؟ أكثر من 47٪. ليس هناك قرابة.

أكرر ذلك مرة أخرى: برشلونة كسب أو تعادل مع أفضل الفرق أكثر من مرتين مقابل ريال مدريد.

ماذا تخبرنا هذه الأرقام عن كرة القدم النخبوية؟

كمستخدم لتعلم الآلة لنمذجة نتائج المباريات، دائمًا ما أبحث عن أنماط تتحدى الصدفة.这不是 عن البراعة الفردية — رغم أن ميسي كان عاملاً واضحًا — بل عن تميز نظامي.

فكّر في هذا: عند مواجهة فرق مثل ريال مدريد (4 خسائر)، أثليتيك بلباو (1)، أو رئال سوسييداد (1)، لم يقتصر دور برشلونة على البقاء فقط، بل كان يسيطر عبر كفاءة الاستحواذ والانضباط الموضعي والضغط العالي.

معدل التوقعات الهجومية (xG) لديهم خلال هذه المواجهات كان متقدمًا باستمرار على الخصوم بمقدار يشير إلى ميزة بنائية — وليس حظ أو نتيجة عرضية.

هذا النوع من الهيمنة المستمرة نادر جدًا في تاريخ كرة القدم. لم يكن مدفوعًا بموسم واحد أو مدرب واحد — بل كان ثقافة مبنية على تكتيكات قائمة على البيانات وتطوير اللاعبين.

لماذا لا زال الأمر مهمًا اليوم؟

حتى لو لم تكن مشجعًا لبرشلونة — أو كنت تقف مع ريال مدريد — فالحقيقة تبقى: هذه البيانات توضح كيف يبدو النجاح المستدام في كرة القدم الحديثة.

إنه يثبت أن الأداء المنتظم أمام المنافسين النخبويين ليس صدفةً. يتطلب:

• وضوح تكتيكي,
• أنظمة دورية لللاعبين,
• استطلاع متقدم,
• وبصورة حقيقية — تحليل بيانات على جميع المستويات.

عملت مع أندية بالبريمير ليغ باستخدام مقاييس مشابهة. ستجد صدى لهذه الفلسفة حتى اليوم: بناء حول نماذج xG، وتخصيص تحفيز الضغط، وتتبع التحولات الدفاعية — كلها أمور انعكس وجودها في تلك الإحصائيات القديمة من كامب نو.

لذلك المرة القادمة التي يقول فيها أحد “كان برشلونة محظوظاً آنذاك”، قدّم له هذه الأرقام — وقد تسأله كم مرة قمت بتشفير سلسلة إحصائية باستخدام طريقة مونتي كارلو؟ الإجابة ستكون صفرًا… وهذا يقول لك كل شيء.