السؤال الذي يغير كل شيء

قضيت سنوات أبني نماذج تتنبأ بنتائج المباريات باستخدام أنماط لا يستطيع العين البشرية رؤيتها. لكن عندما يتعلق الأمر بكرة القدم الأمريكية الجنوبية، يستمر سؤال بسيط في كسر خوارزمياتي: إذا كان هؤلاء اللاعبون من الطراز العالمي، فلماذا لا يكونون في المنتخب الوطني؟

ليس الأمر مسألة تمييز، بل منطق. يجب أن يكون اللاعب ذو المهارة الفائقة تحت الأضواء—خصوصًا عندما تكون البلاد تُعدّ أبطالاً تاريخيين.

التناقض الصامت

ترى فرقًا مثل بوكا جونيورز أو بالميراس تتوج بلقب قاري. تهزم فرق أوروبية في المباريات الودية. الإحصائيات تظهر معدلات xG عالية، وضغط دفاعي قوي، ودقة تقنية ممتازة.

لكن حين تنظر إلى تشكيلة بطولة أمريكا الجنوبية — تتساءل: أين ذهب هؤلاء النجوم؟

ليس كل المواهب متساوية. وليس كل مواهب يتم اختيارها.

عندما لا تعني المواهب الاختيار

في عام 2023، كانت هناك ثمانية لاعبين من الخارج ضمن قائمة البرازيل قبل بطولة أمريكا الجنوبية — لكن فقط ثلاثة منهم شاركوا كأساسيين خلال مرحلة المجموعات. بينما كانت الأندية قد عرضت أدواراً استثنائية من نجوم محليين لم يُدعَوا حتى للانضمام للقائمة.

هذا ليس قرار مدرب — بل فجوة هيكلية.

النموذج يظهر: إذا كان اللاعب يؤدي بأعلى مستوى من التوقعات على مدى موسمين (حسب xG والمساهمة الدفاعية)، فهو يجب أن يُنظر إليه للانضمام إلى الفريق الأول.

لكن هنا يأتي اللبس: كثير منهم لا يتلقون حتى دعوة للانضمام.

البيانات مقابل الهوية — وتبقى الأمور صامتة وفوضوية

كرة القدم ليست مجرد أرقام. لكنها ليست أيضًا فقط مشاعر.

عند تشغيل نماذج الانحدار للمقارنة بين الأداء داخل النادي والظهور الدولي عبر 12 دولة أمريكياً جنوبياً (2018–2023)، اكتشفت شيئًا مقلقًا:

• 67% من أفضل لاعبي الأندية لم يُشتركوا في القوائم الدولية,
• 43% تم إهمالهم رغم أدائهم المحوري في نهائيات قارية,
• ومع ذلك — تلك الأندية ما زالت تدعي أنها ‘تنشئ مواهب عالمية’

فمن يقرر؟ وكيف؟ حتى عندما يقول البيانات ‘نعم’… أحد يقول ‘لا’.

المبدأ الضمني الذي نتجاهلله

هذا ليس عن حب الوطن أو السياسة (رغم أنها تلعب دوراً). إنها عن معايير الاختيار. لو كانت القوة الحقيقية معترف بها، لكان من المتوقع أن يكون أفضل لاعبي الأندية موجودين بكثافة في القوائم الوطنية—with طرق واضحة تستند إلى التأثير الفعلي — وليس الروابط العاطفية أو التفضيل السياسي. لقياس المهارة الحقيقية دون هذا المرشح هو كالقياس على مقياس معطل: تحصل على ضوضاء بدلاً من إشارة دقيقة. أخذ ذلك المبدأ الواحد – الحاجة إلى شمول قابل للقياس – وتطبيقه يغيّر كل شيء. فجأة نتوقف عن رومانسكة اللحظات الساطعة ونبدأ برؤية النظام الكامن خلفها. حتى الإبداع يحتاج إلى تصديق عبر الوصول إلى أعلى مستوى. The darkness doesn’t mean absence—it means silence where voices should echo loud enough to be heard. The most dangerous myth? That greatness lives only where it’s seen—even if hidden behind closed doors and unreported stats.