من يختار الفرق؟

خرافة التأهل التلقائي

لا يوجد أي نادٍ يحصل تلقائيًا على مقعد في كأس العالم للأندية فقط لأنهم فازوا بالدوري المحلي أو القاري. قد يبدو هذا منطقيًا، لكن كرة القدم لا تدار بالمنطق. بل تنظمها لجان، صفقات تجارية، ومصالح إقليمية.

لقد استخدمت سنوات لبناء نماذج لتوقع نتائج المباريات باستخدام مؤشرات xG ونقاط الاحتمال. لكنني توقفت عندما رأيت ميامي سيتي ضمن المشاركة. ليس لأن الفريق ضعيف، بل لأنه يتحدى كل التوقعات الإحصائية.

كيف تعمل هيكلية القوة العالمية في كرة القدم

الإجابة الحقيقية تكمن في حصص المناطق الجغرافية وصفقات الرعاية. يتم تقسيم البطولة بين الاتحادات: أوروبا تحصل على 5 مقاعد (عادةً أبطال الدوريات الكبرى)، أمريكا الجنوبية 4، أفريقيا 2 — لكن هنا تتداخل الأمور.

في إنجلترا: يمكن أن يتأهل تشيلسي أو مانشستر سيتي حسب مركزهما في البريميرليغ… ولكن ليس الاثنين معًا.这不是 نموذجي خاطئ — بل سياسة. نعم، هذا يعني أن ليفربول قد يفوّت المشاركة إذا فاز السيتي وقررت الرابطة اختياره بدلاً من الفريق المرسيدي.

لماذا لا تحضر الأندية الكبيرة دائمًا؟

لم يلعب برشلونة منذ 2015؟ ليس بسبب ضعفه — بل بسبب تعديلات النظام وممانعة الاتحاد الأوروبي لتقاطع جداول المباريات مع دوري الأبطال. بينما ما زال بايرن ميونخ يشارك باستمرار بسبب تمثيل قوي لكرة القدم الألمانية وقيمة حقوق البث في الدوري الألماني.

أما باريس سان جيرمان؟ حضورهم ليس فقط بسبب الميداليات — بل لأن الدوري الفرنسي يحتاج إلى ظهور عالمي بعد سنوات من هيمنة باريس وحدها.

الأمر ليس ‘أفضل فريق’ بل ‘أفضل فريق قابل للتسويق’.

الدور الخفي للمصالح التجارية

قلت ذلك بصراحة: المال هو الذي يتحدث أعلى من الأهداف عند هذه المستويات. عندما تستثمر شركات راعية مئات الملايين في حقوق البث عبر أمريكا الشمالية وإسيا، يجب على الفيفا أن يكون لديها فرق مرموقة من تلك المناطق.

لهذا السبب موجودة ميامي سيتي — ليست سخرية (رغم أن بعض الجماهير قد تعتبرها كذلك)، وإنما جزء من استراتيجية توسع نحو أسواق أمريكا الشمالية.

إذا كنت تقوم بتحليل بيانات لأغراض الرهان أو الاستراتيجيات الناديّة، احفظ هذا القانون: ترتيب الفيفا لا يعني التأهل.

هو قائمة على الأداء و الموقع الجيوسياسي.

ماذا يعني هذا للمحللين والجماهير؟

تحدثت إلى العشرات من المشجعين في حانات بالقرب من هايبرى الأسبوع الماضي — كانوا غاضبين لأن ليفربول مرة أخرى لم تحصل على مقعد بينما «فرق أمثال» من ولاية فلوريدا حصلوا عليه. لكن رأيي الصريح هو: إذا كنا صريحين حقًا، حتى الأندية النخبوية تخضع لقواعد خارج سجل النتائج الحقيقية. لست أدافع عنها — أنا أكشف مدى قوة الهياكل التقليدية التي تستحوذ على الرؤى القائمة على البيانات. في الواقع، أحد المحركات التنبؤية التي بنيتها حققت دقة بنسبة 68% فقط عند التنبؤ بالمشاركين الفعليين مقابل المتوقعين… وهذا يقول لك كل شيء عن مدى شفافية هذه القرارات حقًا.

إذن المرة القادمة عندما تسأل لماذا بعض الأندية تلعب بينما أخرى لا… ابتسم بهدوء وقال: كأس العالم للأندية لم يعد عن كرة القدم — بل عن من يدفع الفواتير.